الصعاليك هم جماعة من الفقراء انتشروا في الجزيرة العربية وخرجوا عن طاعة رؤساء قبائلهم ولم يخضعوا للاعراف القبلية بل تمردوا عليه اولم يتقيدوا بالتزام القبيلة او محالفتها لقبائل اخرى او تعرض القبيلة لاخطار جسيمة
وقد نشأة ظاهرة الصعلكة نتيجة لمعاناة الصعاليك من اضطهاد وعبودية وما رافقها من ظلم وقتل وتشريد وتمايز قبلي وهاهو الشاعر الشنفرى يتحدث في ذلك قائلا:
أقيموا بني امي صدور مطيكم
فأني الة قوم سواكم لأميل
وفي الارض منأى" للكريم عن الاذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
وقد اتصف الصعاليك بقلة نومهم وسهرهم طوال الليل بسبب قلقهم النفسي واعمالهم التي كانت معظمها طوال الليل وعدم راحتهم كما تجاوزوا الوقفة الطللية حيث لم يكن لديهم وقت للوقوف على الاطلال وخروجهم عن هيكل القصيدة كونهم خرجوا من القبيلة وحالتهم النفسية التي تسوء من فترة الى اخرى وهاهو الشاعر عمرو بن براق يبدأ قصيدته متحثا عن قلة نوم الصعاليك متجاوزا" الوقفة الطللية قائلا" :
تقول سليمة لاتعرض لتلفة
وليلك عن ليل الصعاليك نائم
وكيف ينام الليل من جل ماله
حسام كلون الملح ابيض صارم
وقد اراد الصعاليك تأكيد عمق احساسهم بالهوى التي اصبحت تفصل بينهم وبين بني قومهم ومن هنا فقد اختار الصعلوك قوما" ليسوا من بني جلده ليوحي من وراء ذلك بمدى المعاناة النفسية التي جعلت الصعلوكلا يفضل التشرد في اعماق الصحراء فحسب بل انه يصبو الى البديل فاختار اصدقائه من وحوش الفلاة وفي ذلك دلالة قوية على الرغبة في المقاطعة النهائية من جهة ولما تتميز به هذه الكائنات من خصال قد لا تتوفر لدى بني جنسه من جهة اخرى وفي ذلك يقول الشاعر الشنفرى :
ولي دونكم اهلون سيد عملس
وأرقط زهلزل وعرفاء جيأل
هم الاهل لا مستودع السر ذائع
لديهم ولا الجاني بما جر يخذل
وقد كان الصعاليك يغيرون على البدو والحضر وعلى القوافل الغنية استنادا" لما يعانوه من فقر وظلم وكثيرا ماكان هدف هذه الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة وتوجه غزواتهم عادة الى الاثرياء وهاهو الشاعر الهندلي يقول في ذلك :
ارد شجاع البطن قد تعلمينه
وأوثر غيري من عيالك بالطعم
مخافة ان احيا برغم وذلة
وللموت خير من حياة على رغم
لقد كانت ظاهرة الصعلكة ثورة في عالم الادب تعبيرا للمواقف التي كانت سائدة في القبيلة ومعاناة اهلها ومايزال الحديث عنها قائم حتى الاّن